الأربعاء، 13 يوليو 2011

ولألوان كلمة

الحكومة الناجحة هي تلك التي تجعل الناس ينسونها، ولكن الحكومات العربية دائماً في البال بالهزائم والفواتير والعسس.. والسقوط المُذِل.
> مجلس الأمن عبّر مثلنا عن قلقه إزاء الأوضاع في جنوب كردفان.. إذاً لماذا لا نتحالف حتى نُحيل القلَق إلى ألَق..
> صديقنا «س» يحب الناس ويُجيد الإقناع والخطابة ويتمرّغ في الزهد والثقافة، ولكن هذه الصفات المحبطة حاصرته فلم يستطع للأسف أن يصبح سياسياً.
> الحل الناجع للأزمة الراهنة بسيط.. غير أن الزعماء تقيّدهم رائعة الخليل:
نحنَ ما بنتهور
ونبرا القيف هناك
تحتو الدابي إتكوّر
زي بدر التمام!!
> إن الغبش لم يكسروا في دواخلهم الإنتاج والتحدي والنماء فقط.. وإنما كسروا كذلك الأمل.. ولقد حدثني الذي لا أشك في شهادته أن والدهم سحق مصنّفاً قديماً اقتلعه من مسجل قديم لأنه سمع نشيد:
في الجزيرة نزرع قطنّا
نزرع نتيرب نحقق أملنا
يا الشيخ أخوي يلاك للزراعة
أصلو العمل واجبو السراعة
أبذل جهودك جِد في الزراعة
دا قطن بلادنا أجمل بضاعة
أهو دا المسور إتلملم سحابو
وكت المسور مرحب حبابو
كل مزارع شايل تيرابو
يخدم بهمّة وينضّف سرابو
سيدي المدير.. لقد انهار المشروع وتحطّم الأمل وتحطّم (الشريط) الحزين، فابحث عن البدائل، فما عاد القطن يغطّي عورة الدنيا!!
وفي الجزيرة نقلع أملنا..
> قلت لأحد رجال التربية: كان الآباء القدامي يُظهرون الحلال ويُخفون الحرام عن أطفالهم، ولكن الحرام صار اليوم متاحاً بالألوان في كل القنوات والانترنت والسي دي والمجلات السرية.
قال: ويحك! أن نبشّر بنظرية التربية الناقدة وهو ألا نخاف على أطفالنا من القبح بل نُقنعهم بأنه قُبح ونعلمهم الجمال بديلا.
وألا نخاف على أطفالنا من الشر بل نقنعهم بأنه شر ونعلمهم الخير بديلا. وألا نخاف على أطفالنا من الباطل بل نقنعهم بأنه باطل ونعلّمهم الحق بديلا. أقنعتني فكرته غير أنني اكتشفت أنه لم ينشرها ولكن الأطباق اعتلت كل القرى والدساكر والنجوع.
> توقفت عند منزل بديع في حي جديد أتأمل إخراجه وإطلالته البهية وحديقته من بعيد..
«ضبطني» صاحبه وأنا أتغزل فيه فصاح في مرح: اتفضل يا أستاذ.. قلت له: شكراً ولكنني توقفت لأنني أردت أن أشكرك على مساهمتك في مشروع تجميل العاصمة.
> الفقراء وعلماء الاقتصاد هم وحدهم الذين لا يقرأون نظريات الإقتصاد..
> أميرة
وعديلة
ونفيسة
أسماء سودانية لا يطالها الزمن ولا القنوات ولا البلاستيك.
> لا بأس في قليل من الحزن وعميق الأسى والوجع الذي يعطي الحق للناس أن يحلموا بالدولة الشاهدة العصية التي تبلغ القمر وتبلغ التوحيد وتقهر الظلمة. ولا بأس للاحلام أن تتقاصر وأن تتقزم حتى يصير جدل السجون ما يبوح به المظلومون إطلالة وحمام وشرفات..
حيث قال المعتقل لزميله في الزنزانة:
عندما يفرجون عنّي
سوف أبني لنفسي بيتاً
محاطاً بالشرفات
تدخله أشعة الشمس
من كل زواياه
نوافذه دانية وواسعة
سجّاده ملون جداً
أسِرّتُه من الإسفنج الكثيف
يزدحم بالكتب وبالموسيقى
وبالدفاتر والأقلام
وبالضيوف وبالصابون المعطر
ومن مواصفاته الهندسية
أنه يمكن الهرب منه
> قال صديقي إن إمام مسجدهم بالحارة بكى في الخطبة الثانية وقال متى البعث أو متى الموت.. يا رب الموت والبعث.. وليس له ما تمنى فهذه أيام أعمار الكلاب الطوال لكي يرى وما أخبث ما يرى فهل وجدها أبو الطيب إمام الإبداع حتى يجدها إمام الحارة؟..
كفي بك داءً أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا
تمنيتها لما تمنيت أن ترى
صديقا فاعياً أو عدواً مداجيا
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلّةٍ
فلا تستعدن الحسام اليمانيا
ولا تستطيلن الرماح لغارةٍ
ولا تستجيدن العتاق المذاكيا
فما ينفع الأسد الحياء من الطّوى
ولا تتقّي حتى تكون ضواريا


> ومن الهدايا..
دائماً ما يستوقفني الشهيد ابن الشهيد علي بن أبي طالب بكلماته العطرات ومعانيها الجارحات:
من استطاع أن يمنع نفسه عن أربع خصال فهو خليق أن لا ينزل به مكروه:
1. اللجاج.
2. والعجلة.
4. التواني.
3. والعُجب.
فثمرة اللجاج الحيرة، وثمرة العجلة الندامة، وثمرة التواني الذّلة.. وثمرة العجب البغضة.
وقد أخذ ابن الأعرابي الأربعة وجعلها في أدب الجماليات الرشاقة والحسن، فقال أربعة في أربعة: الحُسن في الأنف والحلاوة في العين والملاحة في الفم والظرف في اللسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق